لم يترك الشاب الإماراتي عبدالله (ع) اليأس ينهش أحلامه،
إذ شمّر عن ساعديه، ليعمل في مهن لا يزال المجتمع ينظر إليها بعين ثقافة العيب،
إثر «ظروف معيشية قاسية مرّ بها،
بعدما ابتعدت عنه عائلته التي قال إنها «ذات مكانة اقتصادية مرموقة»،
ورفض تسميتها في لقائه مع «الإمارات اليوم».
اضطر عبدالله ذو العشرين عاماً إلى أن يعمل في أشغال لا تمثل طموحاً له،
إذ عمل بائعاً في محل داخل أحد مراكز التسوق، ثم حمالاً،
وحالياً محاسب مبيعات في محل لبيع الألبسة،
«لإطعام زوجته وابنته الوحيدة هند،
والابتعاد عن الاعتماد على ثروة والده التي «لم ينل من نعيمها شيئاً»،
حسب تعبيره.
مضيفاً «آن لنا أن نعمل من دون تردد أو خجل في الأعمال المضنية،
إذا لم تتوافر لنا الوظائف الحكومية».
عاش عبدالله حياة أسرية صعبة بعد انفصال والديه،
ما اضطره وبسبب غياب الرعاية الأسرية إلى ترك الدراسة في سن مبكرة،
قائلاً «لم أجد من يشجعني على إكمال دراستي،
وعندما تركت المدرسة لم يعر والداي الأمر اهتماماً يذكر».
وأضاف «من يومها وأنا أعيش في دوامة من الإهمال واللامبالاة،
ما خلق لديّ ردّ فعل عكسياً،
بأن قررت الاعتماد على نفسي ومزاولة أي عمل مهما كان نوعه،
لذا عملت حمالاً وبائعاً، دون أي شعور بالخجل».
وزاد: «عشت أياماً صعبة، في العمل المضني الذي أقوم به».
مشيراً إلى تعرضه لمواقف محرجة،
وصل بعضها إلى حد «التوبيخ بحجة أنني أسيء بعملي بائعاً إلى صورة الشباب المواطنين»،
موضحاً أن «ردود فعل الزبائن تجاه عملي تفاوتت بين نظرات فيها كثير من الشفقة أحياناً، والاستهجان في أحيان أخرى».
واستطرد «من أجل ذلك كله قبلت العمل بمثل هذه المهن،
لأنني أريد أن أعيش بكرامة،
على الرغم من عزوف كثير من المواطنين عن مزاولة الأعمال الصغيرة،
خشية نظرة المجتمع».
واستدرك عبدالله «لا تخلو تلك المواقف من نظرات الإعجاب والتقدير،
فعلى سبيل المثال جاءت إلي امرأة إماراتية مبدية إعجابها بعملي وطموحي،
راجية أن يتعلم ولدها مهنتي بدلاً من جلوسه في المنزل».
وعن قصة زواجه المبكر من فتاة لا تحمل أوارقاً ثبوتية (بدون)،
قال عبدالله «تزوجت مبكراً لأشعر بدفء العائلة الذي حرمت منه».
وعن مصاعب عاشها،
روى عبدالله أن ديونه تراكمت لأسباب مختلفة إلى أن بلغت 100 ألف درهم،
فاضطر إلى اللجوء إلى قرض بنكي يفي بها،
وهذا يعني أن حياته باتت في ضيق شديد،
إذ إن سداد الدين يتطلب ضغطاً على نفقات زوجته وابنته».
غير أنه وسط ذلك كله ظلّ مؤمناً بعمله في المهن البسيطة،
ومصمّماً على أن يقدم «نموذجاً عن الشاب المواطن المكافح الذي لا ينتظر الوظيفة الحكومية،
أو لا ينتظر أي شكل من أشكال الاعتماد على الآخرين،
وإنما يشق طريقه بعزم واستقلالية تامة» وفقاً لتعبيره.
روى عبدالله قصصاً كثيرة عن علاقته غير المتينة بوالده وعائلته قبل الزواج،
لا يمكن نشرها، لتعذر الحصول على ردّ من والده على تفاصيلها!
وانا اقولك بيض الله وجهك يا عبدالله وموفق باذن الله
وتحياتي لمعالي وزير العمل
دمتم سالمين